لقد بدأ الأمر حين كنت في السيارة مع زوجي وهو يغمغم متذمراً: "نفسي نسافر ونسيب البلد دي!" وهي العبارة التي يقولها الرجل المصري كل 12 ساعة. كنت ضد السفر إلا أن أسافر منتصرة – لتسلم جائزة نوبل مثلاً!
وبينما ينفخ كلانا من الضجر حتى كدنا نحطم زجاج السيارة، وبعد أن تناقشنا آلاف المرات في هذا الشأن، إذا بصوت المرحومة ذكرى – ويا له من فأل حسن! – يصدح عبر الراديو: "وحياتي عندك لو كان ليا عندك خاطر، لتراجع قلبك قبل ما ييجي اليوم وتسافر!"
لمعت عيناي في انتصار وقلت له: ها هي ذكرى تأتيك عبر الزمن لتقول لك ألا تسافر!
فإذا بذكرى تخذلني وتتنازل عن طموحاتها في استبقائه وتغني: وان كان بعدك شيء متقدر خووووووودني معاك!