" أجَرُّ كالشاةِ في قبضةٍ غليظة. أريد أنْ أموت بين ذراعي أبي. أقتربُ منه, صارَ على بُعد خطوات, ملامحُه المنقوشة على وجهي ولحيته الرمادية.
أمدُّ يديَّ لأتلمَّس وجهه.. يسبُّهم ويتْفُل في وجوههم، بعد أنْ لفَّ أحدُهم ذراعَه حولَ خصري.. ووابلٌ من الرصاص يغربل جسدَه هوَ وأخي، فيترنَّحان مع أزيزِ الرصاص. أحاولُ أن أتفلَّت بضرباتٍ من قبضة يدي, وركلاتٍ من قدمي الحرَّة. يُوقفني الجندي ويصْفعني بقسوةٍ ثمَّ يحملني بعيدًا.
ارتخى جسدي وكأنَّ الرصاصات قد أفرغتْ منه الحياة. أفتحُ فمي محاولةً أن أجدَ صوتي الذي أصابتْه رصاصةٌ اخترقتْ حنجرة أبي.
حريقٌ شبَّ في قلبي, وتصاعدت ألسنةُ اللَّهب لتحرق عيني, فأبكي بلا دموع.
ما بينَ لكماتهم وركلاتهم أتلوَّى كالذبيح, ثمَّ أسقط أرضًا بضربةِ رشَّاش على رأسي"