ودار الفلك دورته؛ فإذا تلك القلة من بني عبد مناف وجيرانهم الذين كانوا بالأمس محصورين في شِعب من شعاب مكة لا يجدون ما يأكلون - قد وثبوا أكبر وثبةٍ عرفها التاريخ، فإذا منهم القادة والسادة والأمراء، يضعون يدهم على مفاتيح خزائن الدنيا، ويُبشرون بدين الله في أربعة أقطار الأرض، ورفرفت الراية الإسلامية على قلاع فارس والروم وأوروبا؛ ومضى جنود المسلمين من أبنائهم وحفدتهم يطأون العروش، ويقتحمون الممالك، وهتافهم يدوِّي حيث كانوا: باسمك اللهم! باسمك اللهم!.