مزق الاحـ.ـتـ.ـلال أفـريقيا وسـ.ـحـ.ـقت شعوبها وسـ.ـرقـ.ـت ثراوتها لقرون وقرون، وقـ.ـذف بأبناء القارة عـ.ـبـ.ـيـ.ـدًا إلى أمريكا وأوروبا ليعمروا بسواعدهم وأرواحهم أراضي الرجل الأبيض، وبعدما كانت أفريقيا سيدة عصرها، أصبحت قارة مـ.ـسـ.ـتـ.ـعـ.ـمرة، وأصبحت شعوبها عـ.ـبـ.ـيـ.ـدًا سواء كانوا على أرضها أو خارجها..
إفريقيا عندما وطأها المـ.ـسـ.ـتـ.ـعـ.ـمرون الأوائلُ لم تكن قارةً مظلمة متخلفة كما توصف، ولم يكن أهلُها بدائيين متوحشين يَهيمون في البراري والغابات؛ بل كانت قارةً ثرية بحضارات عظيمة وزعامات رائعة، ولم يكن أهلُها غشمًا مُتخلفين جاهلين يهلِّلون بالمستعمر مقابلَ حفنة خرز كما يشاع؛ إنما خضعوا ورضَخوا مُجبَرين تحتَ ظروف قاسية المعاهدات هازلة تشينُ المستعمرَ قبل أن تشينهم مثل معاهدات شرقِ إفريقيا التي تنصُّ على أن "تبقى هذه المعاهدة ساريةً إلى أن يبيدَ التراب ويشيب الغراب".
اقتباس مميز من داخل الكتاب:
"لخص أحد ملوك قبائل زيمبابوي لأحد المبشرين كيف اُستعمرت مملكته عام 1889.. فقال "أرأيت كيف تقبض الحرباء على الذبابة؟ إنها تزحف خلفها ببطء حتى إذا اقتربت منها كفت عن الزحف والتنفس فترة ثم تستأنف زحفها بطيئًا تقدم رجلا أولًا وأخرى بعد حين. وعندما تكاد تلامس الذبابة تنقض عليها بلسانها وتختفي الذبابة، إن إنجلترا هي الحرباء وأنا الذبابة" ... إن هذا أصدق وأبرع تلخيص لتاريخ أفريقيا مع الاستعمار".
.