“كما يحدث قبل ممارسة أي رياضة من تسخين أو إحماء، وكما يحدث قبل الدخول في حديث جاد، ومثلما يبدأ أي موضوع بمجرد دردشة خفيفة، ثم ينتقل إلى ما هو أثقل وأعمق وأكثر جدية، بل ربما أشد خطورة، نبدأ بتوضيح مهم، هو أن هناك اختلافا كبيراً بين التحضر والتخلف، وأن هذا الاختلاف لا يتوقف دائماً على الغياب الكامل أو الحضور الناقص لعناصر ومكونات مثل الثروة والمال، كما لا يصنعه الجاه، ولا يحدده التعليم، أو تغيبه الأمية. وكذلك لا يخلقه الجاه أو النسب أو الحسب، بل يمكن القول إن حضوره المثالي هو نتاج كل ذلك مجتمعاً وغيابه هو نتيجة غياب ذلك.”