إننى مدين للعمل الميدانى الذى استطعت من خلاله بلورة فكرة التنمية الذاتية كمرتكز تنموي لمجتمعاتنا المحلية، والمجتمع المحلى هو الوحدة البنيوية المكونة للمجتمع القومى شأنه شأن الخلية بالنسبة لجسم الإنسان، أي أن صحة أو متانة بنيان المجتمع المحلى ضمانٌ هامٌ لصحة ومتانة بنيان المجتمع القومى، والمجتمع المحلى كفكرة: هى محاولة للبحث عن التفرد الذى يبدأ بالجماعة فى نسقها البيئى وينتهى بالفرد نفسه باعتباره عضوًا للجماعة وفاعلًا مؤثرًا فى بناء –وإعادة بناء– مجتمعه المحلى. ومن الزاوية الاقتصادية فالمجتمع المحلى يمثل ساحة التقاء وتفاعل بين دوائر إنتاج الموارد وأنشطة التصنيع وكذلك أنشطة الاستهلاك والاستخدام: وربط هذه الدوائر الثلاث على المستوى المحلى يمكن أن يولِّد مجالًا خصبًا لإبداع أساليب حياة ومنتجات وخدمات جديدة ومتفردة وأكثر توافقًا مع التنمية المستدامة والتوصُّل إلى رؤى علمية وتكنولوجيات جديدة تتواءم مع السياق المحلى وكذلك توفير العمل المبدع لأبناء المجتمعات المحلية.