أمرّ اليوم بمرحلة جديدة من حياتي، ربما مرحلة فاصلة، فاصلة بين عهدين، قد أضطر لاتخاذ قرارات مصيرية بالنسبة لي، تذكرتُ الوقت الذي تركتُ فيه مصر، والوقت الذي ماتتْ فيه أمي وقطعتْ فيه علاقاتي مع مصر، اليوم وضعي شبيه بتلك الفترات! يجب أن أعيد التوازن المفقود إلى حياتي، أشعر اليوم إن إيطاليا تبعدني عنها، كما أبعدتني مصر من قبل. مصر لم تمهلني سوى عشرين عامًا، أما إيطاليا فقد كانت كريمة معي أكثر، فقد سمحتْ لي بالبقاء فيها إلى أن أصبح عمري خمسين عاما، مصر قدمتْ لي حبي لنفرتاري، بينما إيطاليا وهبتني زوجة وابنًا، وثروة كبيرة من المال، كما منحتني كرشًا ضخمة، ورأسًا تساقط شعره، لا أعلم ما الذي فعلتُه الآن لتقلب لي ظهرها، لتتعامل معي بجفاء شديد، وتبدأ بسلب ما أعطتني إياه من قبل!
.